الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

أترضاها لأختك ؟

اترضاها لأختك سؤال ليس بالسخافة التي نظنها ,وبعيدا عن المنطق الاصولي المتشدد , هو سؤال يعني : هل تطبق معايير مزدوجة ؟
هل تدعو لتحرر النساء من دون نساء اسرتك : اختك ,زوجتك وابنتك ؟
هل تبشر بالحب كعلاقة خارج منظومة الزواج مع "بنات الناس" وتكبل نساءك بالحديد والشك والتطرف !
هل تخرج مع امرأة لاتنوي الزواج بها من باب انها غير شريفة  "ضمنيا" !!

هل تسعى وتناضل لتفرض دولة القانون والمدنية الحديثة وتواجه المتشددين في ميدان غير ميدان المرأة ! رجلا لرجل !!
هل تدعو لتحرر المرأة كما الرجل في بلادنا حيث الاعتقالات التعسفية بلا محاكم عادلة ام انك تقتات على قضايا المرأة يوميا ؟
 هل تواجه قضايا الفساد بنفس الشجاعة التي تبدو بها عندما تنادي بقيادة المرأة مثلا !!

ان كانت الاجابة على كل ماسبق نعم . فأهلا بك كليبيرالي متنور ومتفتح يبشر بالحرية ودولة العلم والقانون . اما وان كانت " لأ" فانا اهيب بك ان تخجل من نفسك وانت تنافح من خلف عباءة امراة فانك تبدو مثيرا للشفقة والاشمئزاز . انت تريد للمرأة ان تتحرر لحاجة في نفسك ولم تفكر يوما بأن تمهد لها الطريق .

اترضاها لأختك ؟ سؤال يتعلق ايضا بنوعية الحياة .. سؤال اسئله للاصوليين انفسهم  ولشباب من فريق "احب الصالحين ولست منهم" عن تلك القسمة الجائرة بين الرجل والمرأة.
مثلا هل ترضى ان يمضي بك العمر  تعيش الحياة "بالطول والعرض" لك مطلق الحرية فيما تفعل  , واختك/زوجتك/ابنتك حبيسة الجدران تصون شرفك !!
ولن اسهب في شرح الواضح كلنا نعرف نوعية السياحة التي يخرج من اجلها الشباب ثم يعود ليلبس بشت العفة وينظر على المرأة .
ثم اعود لأسأل نفس السؤال :
اترضى لاختك ان تحرم من تحقيق احلامها في متابعة مسيرة الدراسة  والعمل والابتعاث للخارج ؟
اترضى لاختك ان "تتبهذل" في اروقة المحاكم والجوازات والجمارك والمطارات والمشافي ومختلف الدوائر الحكومية في انتظار رجل ينهي اصغر واتفه الاجراءات !
اترضى لاختك ان يعنفها زوج ويخطف اطفالها ويرميها للشارع ثم لاتجد من الشرطة ولا المحكمة اي تجاوب !
بأي حق يكون ذلك كله لك من دونها !
مالفرق بينكما !!
ولم ترضى ان تتركها تحت رحمة الاخرين !
ولم يهون عليك حالها !
وكيف يقر في ضميرك ان تراها سجينة بلا ذنب !!
وتعيش حياتها كلها على بند الانتظار !
ولم تحجبها عن النور !

وعودا على بدء اقول هي في النهاية معايير مزدوجة . الرجل السعودي غالبا غير قادر على التوفيق بين مبادئه ولا بأس في البداية المهم ان تواجه نفسك مواجهه حقيقية وتكف عن خداع الاخرين و "بنات الناس " .




الاثنين، 9 سبتمبر 2013

جذور الرومنتيكية : ايزيا برلين

يبدأ الكاتب بافتتاحية " كل شيء هو ما هو عليه "
ورغم انه باشرنا بمبدأ يصادق على المسلمات الا انه لم يتعامل مع الرومنتيكية كمسلم به .. ولم يجرؤ "على حد تعبيره" بوضع تعريف محدد لها ..
ويستشهد الكاتب بآراء اشهر الكتاب والنقاد في زمانه .. بقول ستاندال مثلا "إن الرومنتيكي هو الحديث والمثير بينما الكلاسيكي هو القديم والممل"
لكن معاصره غوته يقول بان الرومنتيكية مرض ..ضعيفة مريضة صيحة تيار من الشعراء المهتاجين والكاثوليكيين المحافظين..بينما الكلاسيكية قوية طازجة مرحه سليمة .....
فيما يرى نيتشه انها ليست مرضا بل علاجا , ترياقا للمرض .
ويرى سيموندي ان الرومنتيكية هي اتحاد الحب والدين والفروسية ..لكن فردريك فون جينتز يقول بأنها رأس من رؤوس الهيدرا حيث الاثنان الآخران هما الإصلاح والثورة .
وقال الماركسيون بان الرومنتيكية هروب من اهوال الثورة الصناعية ..

اما تين فيقول ان الرومنتيكية تمرد برجوازي على الارستقراطية 1789 ..هي التعبير عن القوة عند محدثي النعمة  .
أما ايكاندروف فيرى أنها النوستالجيا البروتستانتية الى الكنيسة الكاثوليكية .
ويقول شاتوبريان عنها ( انني احكي ابد الدهر عن ذاتي )
الرومنتيكية اذن تجمع النقائض .. يقول الكاتب انها اللاعقلاني و النوستالجيا وحلم اليقظة انها الكاتدرائيات القوطية والتجول في الاماكن النائية,خصوصا الشرق . انها الانتماء لحزب لطبقة لكنيسة انها الفرسان والخدم .. انها البدائي وقلب الطبيعة وأجراس الابقار كما انها التأنق والرغبة في ارتداء الازياء ..
انها التصوف والاستعراض ..هي عبادة كارلايل للسلطة وكراهية هوغو للسلطة.
هي المحظيات والأبطال الغامضون والشرب من الجماجم البشرية ..
تساءل  لوفجوي: عند اخذ عينتين من الرومنتيكية مثل البدائية وغرابة السلوك مع التأنق المدني : أين المشترك بينهما ؟
وبعدها ننتهي مع انهزامية ارثر كويلر كوتش والذي قال بمرح بريطاني معود : حول الاختلاف بين الكلاسيكية الرومنتيكية > لا ترقى إلى شيء يستحق اهتمام الرجل السوي ..
لذلك تحاشى الكاتب وضع الرومنتيكية في قالب صلب واحد .. هي اقرب للمرونة
....................................................................................

يقول الكاتب : ان الدوافع في الرومنتيكية هي اهم من النتائج والنوايا .. فكارلايل كتب عن محمد بإعجاب ولم يكن مهتما بالقرآن بل به كرجل قوي  جمع كثيرا من الأتباع ..كحدث كوني وظاهرة هائلة ..

يتسائل الكاتب : اين بدأت الرومنتيكية ؟ ليس في انجلترا بالتأكيد , مع انه نظريا بدأت هناك

....................................................................................................

كان للرومنتيكية لها ظهور في أدب الإغريق , نجدها في اسطر هادريان  وقصص هيلودوروس .
ولكن كان التحول الأكبر فيما بعد خصوصا في الثلث الثاني من القرن الثامن عشر في ألمانيا غالبا ..
.......................................................................................................

بدأ القرن الثامن عشر فرنسي , قرن انيق , العقلانية في تصاعد والكنيسة في تراجع..
ثم كانت الثورة الفرنسية وقطع رأس الملك ..
ثم تحدث الكاتب في سطور عن العلاقة بين الثورة الرومنتيكية والثورة الفرنسية ... والعقد الاجتماعي لروسو ,احد اهم أباء الثورة , واقطابها ..

**********************************
الهجوم على التنوير :
يقول الكاتب ان التنوير آمن بالعقل . وان نيوتن الذي وجد الفيزياء في فوضى هائلة فحولها الى نظام نسبي , فان المناهج ستحقق نتائج رائعة بصورة مماثلة في مجالات الاخلاق ,السياسة ,الاستطيقا وبقية مجالات الرأي البشري التي تعمها الفوضى .
لم يكن التنوير حركة موحده ولكن هناك مايجمع التنويريين وهو اعتبارهم الفضيلة في المعرفة .
كانت النظرية الجمالية المهيمنة في القرن الثامن عشر ان يحمل الانسان مرآة الطبيعهة كنسخ لما هو موجود بالفعل ..مثال ماقام به الرسام زيكسيس عندما رسم العنب بواقعيه حتى هبطت الطيور على اللوحة .
تلك هي الافكار العامة لعصر التنوير والتي قادت الى الرسمية , الفخامة ,التناظرية ,الناسب والحصافة .
يقول الكاتب ان الرومنتيكية برأيه بدأت من المانيا ذات الروح المحطمة على يد الفرنسيين ,
ان عنجهية فرنسا وسيطرتها على جميع مجالات العلوم والفنون زرعت في الالمان احساس بالحزن والمهانة تجده في الادب الشعبي الالماني والموسيقى الالمانيه حيث اتجهت اتجاه محلي ديني حماسي وباطني .
تركزت الحياة الالمانية حول الروحانية وكراهية للتعلم والشكليات والاحتفالات الفرنسية , وذاع شأن التقوية وهي فرع لوثري .
يقول الكاتب هو كالعنب المر , اذا كنت لاتستطيع تحصيله فانك ستكرهه .
ثم ان الكتاب الالمان كانوا من اسر فقيره غالبا بعكس الكتاب الفرنسيين , وهؤلاء الالمان جلبوا معهم روح انهزاميه الى الادب .
يقول الكاتب ( هناك رجل واحد بنظري سدد الضربة الاعنف لعصر التنوير ,وان كان شخصية هامشية ....... يوهان جورج هامان )
ثم يسرد قصة هذا الكاتب والحالة الدينية التي وصل اليها وتأثيره في الكتاب من بعده .
اخيرا يقول غوته الرومنتيكي الشاب والمتأثر وقتها بهامان عن موسى مندلسون ( يعامل الجمال كما يعامل عاام الحشرات الفراشات . يقبض على المخلوقات المسكينة ويثبتها بدبابيس بينما تذبل الوانها تتمدد هناك جثة بلا حياة .هذه هي الاستطيقا )

 
الاباء الحقيقيون للرومنتيكية :
 
يعلن الكاتب ان يوهان جورج هامان هو الشخص الاول الذي اعلن الحرب على التنوير .
ثم يشرح حال القرن الثامن عشر : كان عهد الانتصار العظيم للعلم وهزيمة الدين المؤسساتي . وفي الوقت ذاته بالغت العقلانية كثيرا لدرجة ان العاطفة المقموعة بحثت عن مسارات اخرى .
اخذ الدين الرسمي بالتراجع , ولذا كان من اللازم لانقاذ الدين ان ينسجم مع العقل وهذا مافعله اتباع ( ليبنتز ) في المانيا من امثال الفيلسوف (وولف)الذي حاول ان يوفق الدين مع العقل كالقول بان الانبياء كانت عندهم معرفة بالفلك لتبرير المعجزات .
كان الدين مظطرا لتقديم تنزلات ليحظى بأي قبول .
لم يكن القرن الثامن عشر مطلق العلاقنية فقد كان زمن محضري الارواح ايضا وقارئي البخت والسحرة .
 
كانت تعاليم هامان هي ان ان الله ليس مهندسا ليس رياضيا بل شاعر . خالف منطق القرن الثامن عشر "الكلاسيكي العائد لادبيات الاغريق واليونان "
فمن ارسطوالى سبنسر وحتى نيوتن كانوا يرون ان الله مهندس للكون .
كان هامان يرى ان ( ان اله يتحدث الينا من خلال الطبيعة )
هناك الشاعر وليام بليك من انجلترا ايضا من الرومنتيكيين المتصوفة.
كان بليك يرى ان القوانين وضعت من اجل تعطيل البشر
وبكى اططفال وبنوا
اضرحة في اماكن مقفرة
ووضعوا قوانين متعلقة , وسموها
شرائع الله الابدية .
              
( يا أطفال المستقبل : اعلموا انه في وقت سابق ,
  كان ينظر الى الحب, الحب الرقيق , على انه جريمة ! )
وليم بليك : انجلترا : القرن الثامن عشر .
 
ثم يدخل الكاتب في مدار روسو وتأثيره على الرومنتكية : يقول كان تأثيره مبالغا فيه . روسو كان يعارض العقل البارد بالدموع الحارة وهذا ما دفع هامان ان يسميه افضل السفسطائيين لكنه لايزال منهم .
كان هامان هو سقراط وروسو هو السفسطائي , لان تعاليم روسو لازالت تخاطب العقل ,
ومن اهم اسلاف الرومنتيكية ايضا : هيردر وكانط
امن هيردر بالتعبير والانتماء والمثل .وهذه الافكار اثرت على الحركة الرونتيكية .
.....................................................
 
يتبع ,,,