السبت، 5 يناير 2013

سيلفيا بلاث ,سارا كين... عندما يكون الانتحار الحل الاخير للمرأة..

من رحم المعاناة يولد الابداع, وعلى ذلك اقيس اعجابي باديبات مثل ساره كين وسيلفيا بلاث . اديبات انتحرن ايام الشباب..
 اغتالهن الالم  عندما غلت الافكار وفارت رغوة الابداع ..
وكأن هذه العبقرية الادبية تضخمت بداخلها الى حد انها كانت بحاجة لان تجرح معصمها  النحيـــل لتخفيف الضغط وخروجه شيئا منه مع مجرى الدم الفائر ..


                                                                         سلفيا بلاث




شاعرة تطهيرية .. تكتب لتتخلص من الالم ... قصائد سيلفيا ماهي الا فسيفساء لمشاعر المرأة كلها على اختلافها وتناقضاتها..
من اراد ان يفهم المرأة ...عليه ان يقرأ لسيلفيا.
حنى يفهم معنى الالم...الخذلان.... تلك الذكرى المدججة بالخيبات.. ما يفعله الرجل بالمرأة ويظل مثل سكين تحز جنبيها .. وخصوصا الاب.. 
حاولت الانتحار ثلاث مرات...نجحت في الاخيرة وتركت زوجها واولادها..

كثيــــــر من "النسويات" اصررن على  تصوير زوج سيلفيا بانه "الذكر العدو للمرأة" وانه سبب عذابها.... 
ولكن نقاد اخرين كان لهم رأي مخالف : 
مشكلة سيلفيا شخصية جدا...سيلفيا عانت لفقد والدها وكثيرا ماكانت تشير لهذا عندما تبدأ فجأة تهذي بالالمانية.. 
(ملاحظة كان والدها المانيا..لأذا كانت تراه بصورة النازي وهي اليهودي المعذب بسببه)
اما تيد هيوز فقد نشر قصائد قبل موته تشير لاحساسه بألمها وكنهه وسببه الحقيقي يقول في مقطع :

"أردتُ أن أصنع لكِ طاولة كتابة متينة/ 
تدوم الحياة كلّها./ 
لم أعرف/ 
أني صنعتُ بدلا منها/ 
بوابةً تطلّ على قبر والدك./ 
كنت تنحنين عليها كل صباح/ 
من فوق فنجان قهوتك/ 
مثل حيوان يرهف السمع لوجعه/ 
ويروح يشتمّ النهاية التي تلزمه".

لم تستطع سيلفيا ان تنسى حتى مع زوجها وابناءها معضلتها الشخصية .. لم تنسى والدها يوما ...كان ينمو كالورم في ذاكرتها .

فكتبت قصيدة ابي قبل حادثة انتحارها بقليـــــــــــــــل : فصيدة تمثل عقدة الكترا ...عشق الفتاة لابيها...مات والد سيلفيا وهي اصغر من ان تستوعب الموت....مات وهي تظن انه "بنظر الطفلة" آلهه لا تقهر" ...

You do not do, you do not do Any more, black shoe In which I have lived like a foot For thirty years, poor and white, Barely daring to breathe or Achoo.
لاتعلم ..لاتعلم ايها الحذاء الاسود
الذي عشت فيه لثلاثين سنة ,بيضاء فقيرة
بالكاد اجرؤ على التنفس...
Daddy, I have had to kill you. You died before I had time-- Marble-heavy, a bag full of God, Ghastly statue with one gray toe Big as a Frisco seal ابي...كان لازما علي ان اقتلك 
توفيت قبل زمني
(هنا تصف بنيته القوية ....كتمثال لجندي عتيد)
And a head in the freakish Atlantic Where it pours bean green over blue In the waters off beautiful Nauset. I used to pray to recover
you.Ach, du.
مقطع ملغم بالهذيان بالالمانية تريد فيه ان تقول انها "في امريكا" كانت ترنو لما وراء الاطلسي "المانيا" تصلي لتشفى روحها...والالمها..
In the German tongue, in the Polish town Scraped flat by the roller Of wars, wars, wars. But the name of the town is common. My Polack friend بلسان الماني في مدينة بولندية
محيت من قبل الحاكم
بسبب الحرب...الحرب...الحرب
ولكن ظل اسم المدينة حي
صديقي البولندي
Says there are a dozen or two. So I never could tell where you Put your foot, your root, I never could talk to you. The tongue stuck in my jaw. قال ان هناك دزينة او اثنتين
ولذا لم استطع التنبؤ بمكانك
ضع قدمك...جذورك  
< (بحثت عن والدها عن جذورها في اوربا ...سألت الاصدقاء.
لكنها كانت غاضبة لدرجة انها عاجزة عن الحديث عن والدها اكثر ... )
لا استطيع الحديث معك
فقد علق لساني بفكي
It stuck in a barb wire snare. Ich, ich, ich, ich, I could hardly speak. I thought every German was you. And the language obscene كانت تختنق... تهذي مرارا بالالمانية
تقول (رأيتك في كل ألماني... ولكن اللغة ضمرت )
< (تتكرر حقيقة انها انتهت من محاولة بحثها عن سبب وجيه لان يتركها والدها بموته هكذا فجأة)
An engine, an engine Chuffing me off like a Jew. A Jew to Dachau, Auschwitz, Belsen. I began to talk like a Jew. I think I may well be a Jew. هنا تشبه نفسها باليهودي الذي تعذب على ايدي الالمان...وسار في طوابير الموت
لغرف الغاز والقتل ...تتحدث عن الالت الموت وعن مدن الموت حيث هوجم اليهود..
تقول لوالدها الالماني "تتصور انه نازي لقسوته عليها" انا اظن بانني سأكون يهودية..
The snows of the Tyrol, the clear beer of Vienna Are not very pure or true. With my gipsy ancestress and my weird luck And my Taroc pack and my Taroc pack I may be a bit of a Jew.
هنا تشك بانها فعلا يهودية ...وتتحدث عن جذورها وثقافتها
حيث عرفت النمسا/شقيقة المانيا بالبيرة..وبالبرد والثلوج
وتقول بانها مزيفة..
ولكنها هنا تقصد ان هذه الجذور "اصلها" ليس حقيقيا او اصيلا بل ربما هجين
ربما كانت غجرية < "بلا ارض بلا جذور ..... بلا اب )
واليهود كما هو معروف وقتها كانوا كذلك (بلا ارض ... بلا مرجع) 
I have always been scared of you, With your Luftwaffe, your gobbledygoo. And your neat mustache And your Aryan eye, bright blue. Panzer-man, panzer-man, O You-- لطالما كنت اخافك ..شكلك ذاك بتلك الشوارب الدقيقة الالنيقة
والعيون الارية "الزرقاء" ...اما بقية الوصف فكان بالالمانية ... سأتركه سرا بين الفتاة ووالدها
Not God but a swastika So black no sky could squeak through. Every woman adores a Fascist, The boot in the face, the brute Brute heart of a brute like you. لم يكن الله بل ذلك الصليب المعقوف < تقصد شعار النازية
كان اسودا ومظلما لم تضئ عليه سماء ..لا يدخله نور
كل امرأة تعشق فاشي
قاسي
قاسي القلب ...قاسي مثلك < تقصد ابيها
You stand at the blackboard, daddy, In the picture I have of you, A cleft in your chin instead of your foot But no less a devil for that, no not Any less the black man who
اراك في لوحة سوداء .. ابي
في الصورة التي تعلق بذهني عنك...
اذكر شقا في ذقنك ولم يكن في قدمك
ترى ان فيها مايوحي لمظهر شيطاني
وتقول بانك لست اقل من الرجل الاسود Bit my pretty red heart in two. I was ten when they buried you. At twenty I tried to die And get back, back, back to you. I thought even the bones would do.
الذي كسر قلبي الجميل الاحمر لنصفين
كنت في العاشرة عندما دفنوك
وفي العشرين حاولت الانتحار
واعود اليك....اليك...اليك 
ظننت ان عظامي ستحن اليك ايضا But they pulled me out of the sack, And they stuck me together with glue. And then I knew what to do. I made a model of you, A man in black with a Meinkampf look لكنهم اخرجوني من الكفن
وجمعوا اشلائي معا بغراء
وعندها عرفت ما العمل
صنعت تمثالا لك
رجل يتوشح السواد....."صفة المانية هنا"
And a love of the rack and the screw. And I said I do, I do. So daddy, I'm finally through. The black telephone's off at the root, The voices just can't worm through. ويحب الحطام والبراغي

افعل افعل"< يعني نعم موافقة, تقصد موافقتها على الزواج
ثم تتحدث عن تلفون "اسود" لايصل الى الجذور..السواد يوحي بالموت...الجذور تقصد ابيها ربما..
"يبدو انها تقصد بانها يوم الزواج لا تجد عنوانا لابيها تحدثه باخبارها "
ليس للاصوات ان تدفئ الحناجر

If I've killed one man, I've killed two-- The vampire who said he was you And drank my blood for a year, Seven years, if you want to know. Daddy, you can lie back now. ان كنت قد قتلت رجلا واحدا..فانني قد قتلت اثنين ..
(تقصد بانها قتلت مع والدها زوجها)
ان مصاص الدماء الذي قال بانه انت
وشرب من دمي لسنة
سبع سنوات ان اردت الحقيقة
ابي ..لك ان تستلقي مرة اخرى الان ..
(قد يبدو انها تعني بان مصاص الدماء زوجها)
There's a stake in your fat black heart And the villagers never liked you. They are dancing and stamping on you. They always knew it was you. Daddy, daddy, you bastard, I'm through. هناك عصا في قلبك الاسود البدين <
(من المعلوم ان طريقة قتل مصاص الدمائ في الاساطير عند القرويين
بان تغرز عصا في قلبه)
تتابع:
ولم يكن القرويين يحبونك
كانوا يعرفون انك انت السبب
ابي ابي ....ايها اللعين..انتهيت منك


هنا القصيدة بصوتها المعذب .. >
http://8tracks.com/awritersruminations/a-woman-who-writes-feels-too-much

بعد ذلك كانت بحاجة لتوجيه الضربة لاحد ما....احد ما كلن يجب ان يأخذ صورة ابيتها ..كان هيوز هو الانسب...هو الرجل الاخر في حياتها ... وكلهم رجال....رجال :


كيسُ السّوادِ ! في كلّ مكان، مربوط ، مربوط،
إنّه لك أنت أيّها التمثال النحاسيّ
كل ما تملكه إرثاً قد تداعَى.
عند كعبي قدميه
ناصور يخرج منه خمس قذائف نحاسية،
بلا زوجة ولا طِفل.
خمس قذائف كروية !
خمسُ قذائف نحاسيّة صفراء فقط.
ولكي تحتال عليهم يا حبيبي،
ستسقط السماء من فوْقك.
_____________
 كتبت الشاعرة هذه القصيدة في فترة متوترة مشحونة من حياتها وبعد انفصالها من زوجها وانعزالها مع أطفالها، تصنّف القصيدة كشعر اعترافي (confessional poetry) ..الرجل النحاسي هو زوجها هنا.



سارة كين





بعيدا عن سوق عبارات الاطراء <لاني لن اتوقف ...سأترككم مع مقال ترجمته عنها "يختصر قصتها" بل يهضم حقها ولكني على عجل ..واعتذر مسبقا.

A few weeks before her suicide, Sarah Kane declared that "telling the truth is killing me."  Born into a deeply religious family, Kane studied drama at Bristol University and worked briefly as an actress before writing her first play, Blasted, which opened at London’s Royal Court in 1995. Its violent and distorted images reflect the atrocities of our often barbaric world, asking the question: does a “domestic” rape committed in England destroy as much as mass rape used as a weapon of war? In part because her parents were journalists, she well knew that it was the obscene and scandalous side of news that stirred the imagination of viewers. Described as "the infant terrible of British theater", the hypersensitive Kane preferred an overdose of brutality in theatre to one in life. Her final work, 4.48 Psychosis (4:48 a.m. being the most common time for suicides) was staged after her death. With a chaotic form and fractured narrative, her works revolutionized late 20th-century drama, and were translated and produced throughout Europe. Her five plays, written before the age of 28, address almost all of the taboos of modern society in a provocative, in-your-face style that some critics find unbearable, others the work of a brilliant, if tormented, genius.


الترجمة:
ــــــــــــــــ

لاسابيع قبل انتحارها,اعلنت ساره كين ان "قول الحقيقة يقتلني" . 
ولدت لعائلة دينية متشددة, درست ساره الدراما في جامعة بريستول وعملت لفترة كممثلة قبل ان تكتب مسرحيتها الاولى
blasted = ذابل-بغيض-مدمر
والتي افتتحت في قاعة لندن الملكية سنة 1995. 
ان الصور العنيفة  والمشوهة التي صورتها تعكس بشاعة عالمنا البربري غالبا,وتسأل: هل الاغتصاب المحلي "الذي يُرتكب في بريطانيا  يدمر كما يفعل الاغتصاب الكبير المنطلق من فوهة اسلحة الحرب؟ 
 ولأن والديها كانا صحافيان فقد كانت على علم  بالجانب الفضائحي للاخبار التي اشعلت مخيلة المتابعين. وصفت ساره بأنها  الوليدة المرعبة للمسرح البريطاني.
   ساره كاين المفرطة الحساسية فضلت جرعة زائدة من المسرح على جرعة الحياة. عملها الاخير( 4.48 ذهان ) > ملاحظة: 4.48 صباحا هو اكثر الاوقات التي يرتكب فيها الانتحار! ..
قدمت هذه المسرحية بعد وفاتها. 
 انتشرت مسرحياتها " بشكلها الفوضوي  والسرد المتقطع"والذي غير شكل المسرح في اوروبا  خلال القرن العشرين.
ان مسرحياتها الخمس ,وقد كتبتهن كلهن قبل عمر 28  تعاملت فيها مع كل التابوهات الاجتماعية المعاصرة  بشكل استفزازي واسلوب "حتف الانف"
والذي اعتبره بعض النقاد "غير مقبول ولايحتمل" بينما اعتبره مجموعة اخرى  عملا رائعا ويدل على عبقرية وان بدت معذبة الا انها فذة
************************************************

مقتطفات :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“What I sometimes mistake for ecstasy is simply the absence of grief.” 
― Sarah KaneCrave
ما اخطئ بعض الاحيان بتسميته نشوة هو مجرد غياب للحزن.

“Have you made any plans?
Take an overdose, slash my wrists then hang myself.
All those things together?
It couldn't possibly be misconstrued as a cry for help.” 
― Sarah Kane4.48 Psychosis
_هل أعددت أي خِطط؟
تعاطيت جرعة زائدة,جرحت مِعصميّ ثم شنقتني
كل هذه الأُمور معاً
لا إمكانية أن يساء فهمها كبكائية من أجل المُساعدة.

“No boy is worth crying over, and the one who is won't make you cry.” 
― Sarah Kane
_لا فتى يستحق البُكاء عليه,ولا واحد لن يجعلكِ تبكين.

“You get mixed messages because I have mixed feelings.” 
― Sarah KaneCrave
تصلك رسائل مُشوشة,لأن مشاعري مُشوشة.

“No one survives life.” 
― Sarah KaneCrave
لا احد ينجو من الحياة

“- I won't be able to think. I won't be able to work.
- Nothing will interfere with your work like suicide.
(Silence)
- I dreamt that I went to the doctor's and she gave me eight minutes to live. I'd been sitting in the fucking waiting room for half an hour.
(A long silence)
- Okay, let's do it, let's do the drugs, let's do the chemical lobotomy, let's shut down the higher functions of my brain and perhaps I'll be a bit more fucking capable of living.
Let's do it.” 
― Sarah Kane4.48 Psychosis
_لن يكون بإمكاني أن أعمل-لن يكون بإمكاني أن أُفكر
لاشيئ سيتصادم مع عملك مثل الإنتحار
(صمت)
حلمت بأنني ذهبت إلى الدكتورة,ومنحتني ثمانية دقائق للحياة
كنتً جالسة في غرفة الإنتظار الملعونة لنصف ساعة
(صمت طويل)
حسناً,لنقم بالأمر.لنقم بالمخدرات
لنُجري المُخدرات الكيماوية في فصوص الدماغ
لنوقف الوظائف العليا لدماغي-سأكون بعض الشيئ أكثر قدرة على مواصلة الحياة
لنقم بذلك.

“I am much fucking angrier than you think.” 
― Sarah KaneCrave
انا اكثر غضبا مما تظن


“Here I am 
and there is my body 
dancing on glass 
In accident time where there are no accidents 
You have no choice 
the choice comes after” 
― Sarah Kane
_ها أنا ذا
وها هنا جسدي
يرقص على الزجاج
في وقت مُفاجئ حيث لا مُفاجئات
ليس لديك خيار
الخيار يأتي فيما بعد

“Death is my lover and he wants to move in.” 
― Sarah KaneCrave
الموت حبيبي....ويريد الانتقال للسكن معي.

“And the rats eat my face. So what.” 
― Sarah KaneCleansed
_الفِئران تأكل وجهي.وماذا في ذلك؟

“As a child I liked to piss on the carpet.
The carpet rotted and I blamed it on the dog.” 
― Sarah KaneCrave
_مثل طِفلة أحببت التبول على السجادة
السجادة فسدت,وألقيت باللوم على الكلب

“Sleep with a dog and rise full of fleas.” 
― Sarah Kane4.48 Psychosis
_نَم مع كلب وأنهض مليئاً بالبراغيث.


اخيرا :
إنني أكتب للموتى، لأولئك الذين لم يولدوا بعد، كل مجاملة تقتص قطعة من روحي.. لاشيء يمكن أن يطأ غضبي..ولا شيء يجعلني أستعيد إيماني.. ليس هذا عالم أرغب بالحياة فيه .. أشعر وكأن عمر ثمانين عاماً
إنني متعبة من الحياة وروحي تريد أن تموت، بعد 4.48 صباحاً سأتوقف عن الكلام


ليست هناك تعليقات: